الذي كان الأصفر فيه) [1] وأطلق [2] جميع المغاربة الذين كانوا في القلعة بأهاليهم وأنسبائهم، وساروا إلى ناحية القبلة، ولما حصلوا في كفرطاب تخطّف العرب أكثر ما كان معهم، ممّا سلم لهم [3].
[ابن مرداس يقتل موصوفا الخادم وأبا أسامة القاضي]
وعاد صالح من فلسطين إلى حلب (ودخلها) [4] [يوم السبت لثمان خلون من شعبان منها] [5]، وأحضر موصوفا الخادم ثاني يوم وصوله ليلا، وانفرد به وأعاده إلى محبسه [6]، وقتله بعد ذلك مع أبي أسامة [7] القاضي، [1] ما بين القوسين ليس في البريطانية. [2] في البريطانية: «وأطلقوا». [3] قال ابن العديم: «فلما يئس أهل القلعة من النجدة نزل رجل أسود يعرف بأبي جمعة، وكان عريف المصامدة إلى المدينة، وبقي أياما ينزل من القلعة ويصعد، فأفسده سالم بن مستفاد وسليمان بن طوق. فلما جاء ليطلع إلى القلعة في بعض الأيام تقدّم موصوف الخادم والي القلعة بردّ الباب في وجهه، فصاح إلى أصحابه، فالتفت المصامدة والعبيد في القلعة، ووقع الصوت إلى أهل حلب، فطلعوا إلى القلعة من كل مكان. ودخلها ابن طوق وابن مستفاد، يوم الأربعاء مستهل جمادى الأولى سنة ستّ عشرة وأربعمائة. وقبض على موصوف الصقلبيّ، وسديد الملك بن ثعبان، وأبي الفضل بن أبي أسامة. فأمّا ثعبان ففدى نفسه بمال دفعه إلى صالح، وأمّا موصوف فضرب رقبته صبرا بين يديه، وأما القاضي أبو الفضل بن أبي أسامة فدفنه حيا في القلعة. ولما جدّد الملك العزيز أبو المظفّر محمد بن غازي-رحمه الله-الدار الكبرى التي ابتناها بقلعة حلب، وحفر أساسها، وجدها مطمورة فيها رجل في ساقيه لبنة حديد، وهو جالس فيها قد دفن حيّا ولم يبق إلاّ عظامه. وهو على هيئة القاعد فيها. ولا أشكّ في أنه ابن أبي أسامة المذكور. والله أعلم». (زبدة الحلب 1/ 229،230). [4] «ودخلها» ليست في (س). [5] ما بين الحاصرتين زيادة من (ر). [6] في البريطانية «مجلسه». [7] في البريطانية: «وقتل أيضا أبا أسامة». وقال الغزّي في (نهر الذهب في تاريخ حلب 3/ 68): «سنة 415 هـ في هذه السنة قبض صالح على قاضي حلب ابن أبي أسامة ودفنه حيّا في القلعة».